إجرام الإسلاميين في عدم الخضوع للمحاكم المستقلة

nzeer

الشيخ ماجد الراشد

مقدمة ؛

جاءني أحدهم ذات مرة مستفزعا بي يقول؛ شريكي يريد أكل مالي بالحرام،

فقلت؛ شريكك سيقبل بحكمي عليه إذا حكمت عليه فهل ستقبل بحكمي عليك اذا حكمت عليك؟

رفض لأنه يريد أن يستخدمني لصالحه لا لظهور الحق ولا لحل المشكلة،

هذا باختصار ما يريده الإسلاميون منا في كل مشكلة، ولذلك من أصعب المشاكل التي تحدث في الساحات الدعوية والجهادية هي المشكلة التي يكون فيها الطرفان من الإسلاميين،

وتحليلي؛ أنهم يملكون من التأويل ما يمنحهم التهرب من المحاكم المستقلة خاصة إذا كان لهم مشروع عملوا لأجله كثيرا، ويعتبرون هذا هو الإسلام، والطعن فيه طعن في الإسلام!، ولذلك القتل للمصلحة الفصيل هو قتل لمصلحة الإسلام!!!

1 ) الجيش الحر أفضل بكثير من الإسلاميين في تعاطيهم مع المشاكل من ناحية قبولهم بالمحاكم ومن ناحية التزامهم بما يصدر عن المحاكم من قرارات، أما الإسلاميون فلهم محاكمهم الخاصة يدعون الناس لها، والتهرب منها تهرب هو عين التهرب من الإسلام!

ونادراً ما نسمع أن فصيلا من الجيش الحر قتل لمصلحة الفصيل،

لذلك انا مع الجيش الحر في الغوطة ومعرة النعمان لأنه يقبل بالمحاكم ويلتزم صادقا بما يصدر عنها من قرارات، هل ترون أني ظلمت الإسلاميين بجعلهم مفضولين؟

ربما يكون هنا إسلاميون صادقون وأفضل من الجيش الحر في العمل والهدف ولكن من الصعب أن تجد اسلاميين أفضل من الجيش الحر في التعاطي مع المشاكل وأتمنى أن أكون مخطئاً في كلامي، ودعوني أبدأ بسبب المشكلة لأقنعكم بوجهة نظري عسى أن يكون هناك من يقرأ هذا الكلام ويكون سببا في حل المشاكل في الغوطة ومعرة النعمان وفي كل مكان.

2 ) جيش الإسلام في الغوطة هو القوة الكبرى في المنطقة ويحاول السيطرة عليها بأي وسيلة، كما أن المناهجة في الشمال يشعرون بقوتهم ويحاولون السيطرة بكل وسيلة،

والخطأ هنا هو السيطرة بأي وسيلة، أي أن استخدام القوة وتهميش الفصائل الأخرى أمر مشروع، وهذا مما يجعل الفصائل الأخرى تحاول إثبات وجودها بأي وسيلة، وهنا الخطأ الثاني وهو محاولة إثبات الوجود والانتقام بأي وسيلة، فبعض الفصائل لجأت لبشار للانتقام، وبعضها لجأت للأمريكان للانتقام، أما فيلق الرحمن في الغوطة فقد وجد ضالته في جيش الفسطاط،

ومع أني أؤيد كل تجمع للمجاهدين إلا أني أرفض أن يكون هذا التجمع ضد أي فصيل من المجاهدين،

3 ) فهذا هو السبب الحقيقي في مشاكل الساحة وهو محاولة الاستبداد والانفراد في الساحة وهذا ما يقوم به الإسلاميون دون غيرهم ، وهو مما يعقد حل أي مشكلة يكون طرفا فيها،

الجيش الحر بكل أشكاله وألوانه لا يفكر في السيطرة على المحرر وهذا مما يسهل حل أي مشكلة يكون طرفا فيها، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم،

بالطبع لا أتكلم عن فصائل قليلة جدا عميلة لا تمانع من قتال المجاهدين،

4 ) جيش الإسلام في الغوطة له جهود مشكورة لا تبرر أي جريمة قتل،

والدم الحرام كفيل بالقضاء على أي فصيل وابطال جهاده ولنا في حركة المثنى عبرة؛

لقد استمرت في جرائمها حتى قضت عليها وذهبت إلى مزابل التاريخ،

هل تذكرون كثرة الاغتيالات في درعا؟

لقد ذهبت بزوال حركة المثنى وانتقال ابي جليبيب إلى الساحل لتبدأ الاغتيالات هناك،

فإن قيل ؛ اتق الله ولا تتهم مجاهد!

قلت له؛ انا لا اتهم مجاهد بلا سوابق، فكيف بمجرم ثبت اجرامه؟

وستسمعون مزيد من الاغتيالات في الساحل وآخرها مقتل أمير الفرقة الساحلية قبل أيام،

والشكر الجزيل لأمير جبهة درعا الجديد على سيرته الطيبة مع الجميع، فهو كاسمه أخلاق،

أعود لإخواننا في جيش الإسلام وأقول ؛

على العقلاء أن يقبلوا بتسليم كل من ورد اسمه في الاعترافات لجهة محايدة ثم القبول بحكم المحكمة المستقلة وتطهير الصفوف من كل مجرم،

هذا هو الطريق الوحيد للبقاء والمحافظة على ثمرة الجهاد والا فسيستمر النزيف حتى تكون النهاية فناء الجميع وضياع ثمرة الجهاد،

5 ) وأقول لإخواني المغردين ؛

اجعلوا مواقفكم لله ؛

فمن سكت عن جريمة قتل مازن قسوم وتكلم في جريمة قتل عيون وطفور فهو غير منصف،

ومن تكلم في جريمة قتل مازن قسوم وسكت في جريمة قتل عيون وطفور فهو غير منصف،

ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا،

أما من برر هذه الجرائم أو إحداها فهو مجرم ، فاتقوا الله في الجهاد والثورة ودماء المسلمين حتى لا تخسروا الآخرة وتفقدوا مصداقيتكم في هذه الدنيا.

6 ) هل التنازل يحل المشكلة ؟

التنازل مع عدم اعتراف المجرم بجرمه يزيد المشكلة ولا يحلها، لأن المجرم سيكرر فعلته لأنه أمن من العقوبة، بل أمن من الاعتراف بها،

والإخوة الأفاضل الذين يريدون حل مشكلة معرة النعمان أو الغوطة بالتنازل ويسمونه الإصلاح هو من مساواة الظالم بالمظلوم والضحية بالجلاد،

واشتراط المناهجة على الفرقة 13 بتغيير اسمها كاشتراط الطغاة على جبهة الإنقاذ لتغيير اسمها أي أن هذا الاسم جرم ويجب تبديله،

والخطوة الأولى في الحل ؛ هو قبول الإسلاميين للمحاكم المستقلة والالتزام بما يصدر عنها من قرارات،

وإلى إخواني في جبهة النصرة اقول؛ اصراركم على أن تكونوا مع جند الأقصى بكفة واحدة سيجعلكم تخسرون الكثير مهما تحايلتم على الناس والمحكمة،

فالقضية واضحة للجميع ؛ يجب عودة كل شي إلى مكان علية قبل عدوانكم على معرة النعمان ثم التحاكم في كل دعوى تقدم من الطرفين والا ستخسرون المزيد وتجندون الناس ضدكم وتشيطنون جبهتكم بتصرفات غلاتكم.

7 ) وأخيرا ؛

لا تقرأ هذا المقال وانت تبحث عن أخطاء أو كلمات تصنف بها الكاتب أو تسقط بها الأفكار،

كن واضحا ومتجردا للحق، وكثرة المهاجمين لجيش الإسلام يجعلني أتكلم معهم بأسلوب أخوي حتى لا يشعر أحد منهم بنوع عداوة، فوالله ليس لي عداوة مع أحد من الفصائل أو المجاهدين إلا من ثبت عليه الوقوع في جريمة قتل مع التهرب منها أو تبريرها،

أما من اعترف بها فسأحمده عليها، واعتبرها علامة على الصدق،

وحب المجاهدين الصادقين كحب العلماء الصادقين ؛ دين وإيمان وإحسان ،

ومن فسق من المجاهدين كمن فسد من العلماء،

والشكر لكل الأخوة الذين يقدمون نصائحهم بين فترة وأخرى،

اللهم أجمع كلمة المجاهدين على أحب القادة إليك، ووحد كلمتهم على الحق والدين.

أضف تعليق