أنصار القاعدة بين منهجين 2

nzeer

الشيخ ماجد الراشد

مقدمة؛
كثير من شباب الجهاد الآن لم يدرك الشيخ عبد الله عزام، ولم يعرف منهج الشيخ أسامة، ويحاول المناهجة إقناع شباب الجهاد أنهم على منهج الشيخين عزام وأسامة،
ويتاجرون بسمعتهما كما يتاجرون بدماء الشهداء،
تعالوا نستعرض منهج القاعدة القديم في أفغانستان والذي يمثله الشيخ عبد الله عزام والشيخ أسامة ثم عطية الله الليبي ومنهج القاعدة في العراق والشام والذي يمثله المناهجة لتعرفوا هل المناهجة على منهج القاعدة القديم:

1) الموقف من الرايات ؛
كان الشيخ عبد الله عزام يقاتل مع جميع الفصائل ويرسل الشباب لها، ويدعمها جميعا بالمال،
وكذلك الشيخ أسامة لكنه اختار أن يكون للعرب جبهة خاصة بهم بسبب كثرة المشاكل مع الافغان، حتى حدث القتال بين الفصائل بعد فتح كابل، ثم هاجر إلى السودان وقاتل تحت راية الرئيس عمر البشير المحسوب على الاخوان، واستطاعوا دحر نصارى الجنوب إلى الحدود الجنوبية، حتى حدثت محاولة اغتيال حسني مبارك في أديس أبابا فاعتذر البشير عن الاستمرار معه فهاجر إلى أفغانستان تحت حماية طالبان وكان يقاتل رايتها، بل خط الدفاع الأول عن كابل هم العرب تحت قيادته، وله شريط فيديو في بيعة طالبان، ومعلوم أن أكثرهم أحناف ماتريدية،
أما المناهجة فيشترطون الراية في جهاد الدفع وهو خلاف الإجماع؛
فهذا المقدسي يفتخر بشريط بالفيديو بأنه اعتزل بباكستان ولم يجاهد مع الفصائل الأفغانية ولا مع عزام ولا مع اسامة لأن جميع هذه الرايات ليس صافية،
ولما انتشر اشتراط الراية في الشام واختلف المناهجة (الدواعش واخوانهم ) أصبح يضلل بعضهم بعضا ويبدع بعضهم بعضا، وكلهم متفقون على تضليل جميع الفصائل الأخرى وتكفير كثير منها،
فيالله كم أزهقت أرواح، وتأخر الإنتصار، وحدثت الفتنة والاقتتال. بسبب ابتداع شرط ما أنزل الله به من سلطان،
هذا هو الفارق الأول بين منهج القاعدة القديم في أفغانستان والمنهج الجديد في الشام،

2) موقفهم من الجماعات والفصائل ؛
المناهجة(الدواعش واخوانهم) يرون كل الفصائل والجماعات منحرفة وكثير منها مرتدة؛
اما الجماعات الإسلامية فلأن منهجها مخالف لمنهجهم وكل ما خالف منهجهم فهو ضلال وانحراف،
وأما الفصائل المقاتلة فلأن راياتها جاهلية!
فهم أهل الحق وما سواهم أهل ضلال،
ولذلك لا يقبلون إلا أن تكون القيادة لهم، وكل دعوة للتوحد يقصدون بها الانضمام لهم وان تكون القيادة لهم، ومبادرة أهل العلم بالشام كشفت هذا بوضوح،
أما الشيخ عبد الله عزام فسمعته كثيرا يثني على الجماعات الإسلامية عموما وينتقد الأخطاء، وكذلك الشيخ أسامة ، وكذلك عطية الله الليبي في كتبه وهو مفتي القاعدة،
وثمرة الخلاف ؛ أن الشيخ أسامة أنشأ القاعدة لتجييش وتحريض شباب الأمة على الجهاد ويتعاونون مع جميع الفصائل والجماعات،
أما المناهجة فيرون أنفسهم هم قادة الجهاد ومن لا يبايعهم فيجوز قتله للمصلحة أو لغير ذلك من الأسباب ، وهم يعملون على هذا بصمت، فإذا انكشفت جريمة حاولوا تبريرها أو تمريرها كما فعلوا في محاولة اغتيال الشيخ أبي ماريا وجريمة قتل مازن قسوم وغيرها.

3 ) الموقف من وسائل الإعلام ؛
كان الشيخ عبد الله عزام والشيخ أسامة يصولون ويجولون في الأرض ويتحدثون بكل وسيلة إعلامية لنشر قضية الجهاد، بل الشيخ أسامة لما كان مطلوبا استدعى عطوان إلى أفغانستان على حسابه الخاص لنشر قضيته، وكذلك مراسل ال CCN وعرضوا مقابلته عام 96 ، لقد كانوا يرون في الإعلام نشرا لمبادئهم السامية،
أما المناهجة فعدوهم الأول الإعلام لأنه يفضح جرائمهم، ولذلك يستهدفون بالاغتيال والخطف من المناهجة،
وسائل الإعلام تنقل ما يحدث على الأرض،
وانت الذي تحدد ماذا ينشر الإعلام من خلال أفعالك،
وهذا هو الفارق الثالث بين منهج القاعدة القديم في أفغانستان ومنهجهم الجديد في الشام، فلم يكن عند الشيخ أسامة ما يخفيه وهو يهدد أمريكا بالانتقام منها بعدد ما مات من أطفال العراق بسبب الحصار،
أما المناهجة فكل يوم يظهر لهم عمل كبير ولكنه ليس موجها لأمريكا بل للمجاهدين.

4) الموقف من الدول العربية والعالمية ؛
كان الشيخ عبد الله عزام جوالا في جميع الدول لنشر الجهاد، وجمع التبرعات، وكذلك الشيخ أسامة ، ولهم علاقات قوية مع المسؤولين في باكستان وغيرها
وأقول شيئا سمعته من الشيخ أسامة ؛
لما توقف الحرب العراقية الإيرانية حذر آل سعود من احتلال صدام للخليج ، فاستبعدوا ذلك، ولما احتل الكويت استدعاه الهالك سلطان وقال له ؛ كيف عرفت انه سيحتل الخليج؟ فقال ؛ رجل قوي كصدام يملك 3000 دبابة وأكثر من مليون مقاتل لن يتوقف عن المعارك!
وعرض عليهم حلول للاستغناء عن الأمريكان ولم يقبلوا بها،
ثم هاجر للسودان وتعاون مع الرئيس عمر البشير على الجهاد، ثم مع طالبان،
وكانت له علاقات قوية بالمسؤولين الباكستانيين،
بل لما قصفت امريكا معسكرات الشيخ كانت فارغة، وذلك ردا على عملية نيروبي ودار السلام، لقد وصلتهم المعلومة من المخابرات الباكستانية،
أما المناهجة فيرفضون التعامل مع الدول وهو شأنهم ورأيهم ولكن المصيبة أنهم يتهمون الفصائل التي تتعامل مع الدول بالخيانة والعمالة ثم استباحة الدماء!
وهكذا كل بدعة تستحدث تسبب خلاف وقتال.

5 ) الموقف من دعم الدول ؛
لقد كان الشيخ عبد الله عزام يقابل كل من يمكن من خلاله جمع المال للجهاد، وكانوا يجمعون الأموال بكل الطرق المتاحة، وكذلك الشيخ أسامة،
وكانت صواريخ ستنقر الأمريكية هي المضادات الأولى للطائرات السوفيتية،
وبعد سيطرة طالبان على أفغانستان وهجرة الشيخ أسامة لها قرر استهداف الأمريكان فقط حتى تتعاطف معه الشعوب، والبعد عن كل عمل يسبب نفرة الشعوب من المجاهدين، وهذا ما حصل فعلا، فقد استهدف الأمريكان في عدة عمليات قبل سبتمبر، أما بعد سبتمبر فضاعت الطاسة بكثرة الاجتهادات،
أما المناهجة فيعتبرون قبول دعم الدول تآمر على المجاهدين وخيانة للجهاد!
كما يعتبرون طغاة العرب والعجم وانصارهم هدف لهم في معركة خاسرة قبل بدايتها،
وهذا الفرق الخامس بين المنهج القديم والمنهج الجديد.

6 ) الاتهام بالعمالة والتكفير والتخوين ؛
أبرز مايميز المناهجة(الدواعش واخوانهم) هو سلاح التكفير والتخوين والاتهام بالعمالة وغيرها، ولو اقتصر الأمر على من يطلب العلم منهم لكان ضلالا فكيف إذا كانوا يعلمون جنودهم نواقض الإسلام قبل نواقض الوضوء ومبطلات الصلاة ومعنى الإيمان؟
وهو السلاح الذي فتك فيهم وفرقهم ومزقهم وقتل بعضهم بعضا فضلا عن غيرهم،
أما الشيخ عبد الله عزام فلم أسمعه يكفر أحدا إلا من أجمع العلماء على كفره، فلقد كان أورع الناس في التكفير واستباحة الدماء، وهكذا الشيخ أسامة وعطية الله،
لقد كان هدفهم تجييش الناس للجهاد لا إخراج الناس من الدين،
وهذا من أهم الفروق بين المنهج القديم والمنهج الجديد.

7) الولاء والبراء ؛
كان الشيخ عبد الله عزام والشيخ أسامة يتعاملان مع المسلمين جميعا على قاعدة؛ إنما المؤمنون اخوة، بكل ما تعنيه الأخوة الإسلامية من من بذل واخاء ومحبة وولاء، فيطعمون المسكين، وينصرون المظلوم، ويفكون العاني، ويطعمون الجائع، ويكفلون اليتيم،
أما المناهجة فعلى قاعدة ؛ إنما المنهجيون اخوة، لقد صدمت بجريمة قتل المجاهد مازن ثم صدمت أكثر لما علمت ما فعله المجرم أبو هاجر الحمصي مع القتلة إذ أكرمهم وأحسن ضيافتهم ثم أطلق سراحهم،
عرفت محاكم آل سعود واليوم عرفت محاكم المناهجة!
لقد جعلتم المنهج صنما يعبد من دون الله،
والآن ترسلون رسائل التهديد والوعيد لكل من عارضكم،
ما الفرق بينكم وبين الطغاة؟

وأخيراً ؛
أيها المسلم المجاهد :
آن الأوان أن تعرف أن الطغاة والغلاة وجهان لعملة واحدة
وأن من برر جرائم المناهجة كمن يبرر جرائم الطغاة،
وأن الجريمة عند الطغاة والغلاة ممنهجة،
وانت خرجت لله ، لنصرة إخوانك المستضعفين، فإياك إياك أن تشارك في إجرام المناهجة وأنت تستنكر إجرام الطغاة ، فكلها جرائم في ميزان الإسلام، وسيلعن التاريخ كل مجرم من أي جنس كان، ومن أي فصيل كان ، فالنجاة النجاة،
أيها العلماء؛
لطالما استنكرتم سكوت العلماء عن جرائم الطغاة، فإياكم أن تصمتوا عن جرائم الغلاة،
أيها المغرد؛
لا تكن متعصبا ولا مبررا للجرائم، فالجريمة جريمة مهما كان المجرم يحمل من ألقاب أو تاريخ،
أيها المنفق المتبرع ؛
إياك أن يكون مالك سببا بقتل مسلم أو استئصال فصيل،
فإنها والله فاجعة أن تلقى الله بدماء الأبرياء وانت على بعد آلاف الأميال بسبب دعوى المناهجة(تحكيم الشريعة) أو انخداعك بقولهم ، فلم يعد لك عذرا في وقت تستطيع أن تعرف كل شيء عن طريق التويتر؛ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ.

أضف تعليق