الفهم الخاطئ للواقع

nzeer

الشيخ ماجد الراشد

مقدمة ؛
شروط الفتوى الصحيحة ثلاثة ؛
الأول ؛ الفهم الصحيح للدليل
والثاني؛ الفهم الصحيح للواقع
والثالث ؛ التنزيل الصحيح للأول على الثاني
وقد تكلمت عن الشرط الأول في صرخة نذير رقم 13
والآن سأتحدث عن الشرط الثاني:
يخطئ المناهجة في فهم الواقع ويخالفون الإجماع في مسائل متعددة، ولو كان الخلاف نظريا لتركناهم وتجنبنا الحديث عنهم ، لكنهم يرتبون على فهمهم الخاطئ تخوين المجاهدين وتكفيرهم واستباحة دماءهم ، والنتيجة نهاية كنهاية الجهاد في الجزائر ،
سأتكلم عن الأمور الواقعية التي فهموها بشكل خاطئ ؛

1) موقفهم من الرايات ؛
المناهجة ابتدعوا اشتراط الراية في جهاد الدفع،
لأن اشتراط الراية في جهاد الدفع مخالف للإجماع،
ثم اعتبروا كل الرايات جاهلية سوى رايتهم،
وترتب على ذلك الفرقة واستباحة الدماء مثل ؛
احتلال معرة النعمان واستباحة دماء المجاهدين فيها وترويع الآمنين واعتقال رجالها كان بسبب رفض المناهجة لرفع راية الثورة في مظاهراتها، ثم للتغطية على الجريمة جلبوا معهم جند الأقصى لاحتلالها الذين لن يقبلوا بأي محكمة وجعلوا جميع القتلى على أيدي جند الأقصى وقد كذبوا في ذلك، وعندي من يشهد على ذلك،
والسؤال للإخوة المناهجة؛
هل راية الدواعش اسلامية أم بدعية ؟
وهل راية آل سعود المكتوب عليها كلمة التوحيد اسلامية أم جاهلية؟
وجوابكم معروف ؛ أنها ليست اسلامية
إذن العبرة بالمبادئ التي يحملها أهل الراية لا بلون رايتهم ولا بالكتابات التي عليها.

2) موقفهم من الجماعات والفصائل ؛
المناهجة(الدواعش واخوانهم) يرون كل الفصائل والجماعات منحرفة وكثير منها مرتدة؛
اما الجماعات الإسلامية فلأن منهجها مخالف لمنهجهم وكل ما خالف منهجهم فهو ضلال وانحراف،
وأما الفصائل المقاتلة فلأن راياتها جاهلية!
فهم أهل الحق وما سواهم أهل ضلال
وأقول ؛ هذا الفهم الأعوج خلاف ما علية العلماء الذين يرون أن الأصل في الجماعات والفصائل هو الإسلام، كما يرون جواز دفع الصائل الكافر بمساعدة الفاسق والمبتدع، ولا نخرج عن هذا اليقين إلا بيقن مثله،
وهو رأي الشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني وهم أئمة الإسلام في هذا الزمان،
وهذا الشيخ عبد الله عزام يناصر جميع الفصائل الأفغانية،
بينما يرى المناهجة ان الجماعات الاسلامية منحرفة والفصائل المقاتلة على ضلال بل إن أحرار الشام هم العدو الأول لجبهة النصرة عند شيوخ المناهجة، وكثير من المناهجة يكفر أحرار الشام، فكيف ببقية الفصائل ؟؟
هذا الفكر سم قاتل سيقضي على كل فصيل يتواجد فيه، وسترون أثر استباحة الدماء في معرة على جند الأقصى وجبهة النصرة خلال ستة أشهر إلى سنة،
هذه سنة كونية عرفها أهل الجاهلية وهي سبب القسامة،

3) موقفهم من وسائل الإعلام ؛
أكثر ما يؤثر على الطغاة والغلاة هو الإعلام لأنه يفضح جرائمهم، ويكشف تناقضهم،
ولعلكم تذكرون كيف تسلط الدواعش على الإعلاميين بحلب بالخطف والاغتيالات
واليوم ؛
تسلط المناهجة على المغردين بالتويتر بالتهديد والوعيد
فجرائمهم ليست فتنة ، والحديث عنها فتنة ،
هذا هو الأسلوب الذي يستخدمه الطغاة، ولا يخاف من وسائل الإعلام إلا مجرم عنده ما يخفيه، أما الصادق الواضح فلا يخاف منها .
اقتلوا من شئتم، واغتالوا من شئتم، هذه الثورة خرجت ضد الظلم والاستبداد، ومن يريد استعبادها بأي شعار ستلقيه في مزابل التاريخ.

4) موقفهم من الدول العربية والعالمية ؛
المناهجة يكفرون الدول الإسلامية التي لا تحكم الشريعة، وربما يكون قولهم له وجه لو كفروا الحاكم وحده، لكنهم تسلسلوا في التكفير وكل واحد منهم له سلسلة تخصه!
ولأن بعض هذه الدول تسعى لمساعدة الفصائل والثورة السورية عموما فقد ترتب على المعاملة معها تكفير واستباحة دماء،
وأشد من هذا الأمر أن المناهجة(الدواعش واخوانهم) يريدون الثورة السورية أن تكون ضد كل طغاة العالم دفعة واحدة، وهي إنما قامت ضد بشار ومن ناصره،
والسؤال ؛
لما حاصر الأحزاب المدينة أما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطي ثلث ثمار المدينة لغطفان وينصرفوا عن تأييد الأحزاب ؟
فما بالكم مبدعون في تجميع العالم على الثورة السورية ؟
سلمنا لكم جدلا أن هذا واجب المرحلة ! ألا يجوز أن يتأجل هذا الواجب حتى سقوط بشار ؟
بل هذا هو الواجب عند العقلاء وهو ترتيب أولويات الأعداء
وأوجب منه تحييد من يمكن تحييده من الأعداء،
أما استعداء من يريد الوقوف مع الثورة السورية فهذه حماقة لا يفعلها إلا أحمق.

5 ) موقفهم من دعم الدول ؛
الأصل في قبول الدعم الإباحة لحديث ابن عمر في الصحيحين ؛ ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك، وقبول النبي صلى الله عليه وسلم لهدايا المشركين مشهور وفيه احاديث،
سلمنا جدلا انه لم يرد فيه حديث فيكون الأصل فيه الإباحة،
يقول المناهجة ؛
الدعم لا يكون إلا مشروطا ، والشرط عمالة وخيانة وكفر،
وكلاهما باطل ؛
الأول ؛ لأن الدعم يكون مشروطا وغير مشروط، ودعم امريكا واذنابها للمجاهدين الأفغان أيام السوفيت معروف، والسبب هو تقاطع المصالح ؛ فلأمريكا مصلحة في إيقاف الزحف السوفيتي، وهكذا يفعل بشار مع الدواعش ينسحب عنهم في أماكن ليواجهوا المجاهدين ويقاتلهم عندما تكون مصلحته بقتالهم، ومدينة تدمر مثال على ما قلت،
وكثير من الدول تدعم القتال على قاعدة ؛ عدو عدوي صديقي،
الثاني؛ أن الشرط ليس بكفر ولا عمالة ولا خيانة بهذا الإطلاق وإن كان قد يكون؛
فمن الشروط ما ليس له علاقة بالعمالة والخيانة كما لو اشترطت تركيا أو الاردن عدم القيام بعمليات داخل أراضيها ، أو عدم مساعدة من يريد أن يفعل ذلك،
ومن الشروط ما يكون تحت الحاجة ولا يقصد تنفيذ ما فيه ، كما يوقعوننا المباحث على تعهدات لا تساوي قيمة الحبر المكتوب فيها لكنه الإكراه ،
فهذه كلها لا تدخل في العمالة والخيانة والتكفير،
والجريمة الكبرى أن المناهجة جعلوا ذلك سببا كافيا لاستئصال الفصيل،
والله لو لم يكن بشار موجودا لكانت جريمة فكيف مع وجوده؟
والخلاصة؛
نهاية هذه الأفكار السامة هي انتصار العلمنة والطغاة إن استمر المناهجة على ضلالهم ولكن الله تكفل بالشام وأهله، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

أضف تعليق